الاثنين، ٥ مارس ٢٠٠٧

وماذا بعد صدام !!



تخيل واحد جاي بيقول لك ليلة العيد .. ( صدام حسين سيتم اعدامه في الصباح الباكر ) ودي ليلة عيد .. ترى ماذا سيكون رد فعلك !!
بصراحة عندما أخبرني صديقي بهذه المعلومة صعقت .. وأول ما تبادر إلى ذهني سؤال صديقي ( يعني لم يجدوا سوى أول أيام عيد الأضحى ) ولا أخفيكم سرا أنني ظننت أنه يخدعني وقلت له ( ايه هيبقى الأضحية السنة دي ) ضحك صديقي وأقسم لي بأغلظ الإيمان أن ما يقوله صحيحا ولا يمت بأي صلة إلى الزيف والخداع .. حزنت لمدة قليلة وعلى الرغم من جرائم صدام حسين في العراق والمقابر الجماعية وقتله لأكثر من روح هناك إلا أنني بصراحة كنت أجد فيه القائد الأمثر لهذا البلد .. فبصراحة وبدون أي تحيز الشعب العراقي في حاجة عن حق لقائد مغوار مثل القائد صدام حسين .
وللعلم فإنني كنت متابع جيد لمحاكمة صدام ولكم شاهدته جسورا قويا في قفصه لا يخشى أحدا .. حتى أنه بقوته زرع الخوف في قلب القاضي .. وسار القاضي يقول ويدعي أن صدام حسين كان يدير أعمال إرهابية من زنزانته .. ( بالذمة ده كلام منطقي .. الراجل مسجون ومعزول عن العالم حتى الجرايد لم يكن يقرأها ) !
ولمن لا يعلم فصدام حسين ليس أول رئيس عرب يتم إعدامه فقد سبق وأن تم إعدام رئيس وزراء اليمن في الثمانينات ومن قبلها أحد العراقيين المسؤولين .. ولكن هل تكتفي أميركا بهذا وتكتفي بصدام حسين !! أم أن هناك حاكم عربي آخر سيتم إعدامه قريبا ؟؟




صدام قتل في مدة حكمه بأكملها ما يقرب من 3 مليون عراقي .. وفي الثلاث سنوات الأخيرة من عمر العراق - منذ احتلال أميركا للعراق - تم قتل ما يقرب من مليون عراقي !! أترك لكم التعليق
ولكن هناك سؤال يشغل خاطري ..
أمريكا عند دخولها للعراق قالت أن هناك كيماوي وأسلحة نووية وبيولوجية في العراق وأنهم يقتحمون العراق من أجل تخليص الشعب العراقي من الأيدي المغتصبة .. وأمريكا حتى الآن لم تعثر حتى على زجاجة واحدة من الكيماوي .. وهنا أتذكر قول الرئيس الراحل صدام حسين عندما كان يحادث الأمريكان قائلا : " أدخلوا العراق ولكنكم لن تستطيعوا الخروج منها " وبصراحة كلما رأيت ما يحدث هناك أتأكد من قدرة ذلك القائد على قول الحقيقة فهو عندما قال مقولته تلك لم يستطع الأمريكان حتى لحظتنا هذه من الخروج منها .. ومن يذكر .. قبل ثلاث سنوات قبل احتلال العراق قال بوش أن جنوده سيكونون في مجرد نزهة داخل الأراضي العراقية وأن المدة الزمنية لاستخراج الكيماوي والأسلحة المزعومة لا تتعدى ثمانية أشهر مرت الأشهر الثمانية ولم يسفر ذلك الغزو عن أي شئ سوى وقوع المزيد من القتلى والضحايا .
عدد القتلى العراقيين طول ثلاث سنوات مليون والأمريكان في الثلاث سنوات ثلاثة آلاف .. تخيلوا معي .. معنى ذلك أن الجنود الأمريكان يقتل منهم سنويا قرابة ألف جندي .. ويبقى شهر ديسمبر شهر التناقضات بالنسبة للعراقيين .. فمنهم من حزن لإعدام الرئيس السابق صدام حسين ومنهم من فرح بمقتل 111 جندي أمريكي في العراق .. ليرفع هذا الشهر عنوان " هم يضحك وهم يبكي " ويعلن علانية أنه شهر التناقضات وأنه لن يمر إلا بعد إحداث عدة متغيرات جديدة .
انتهينا من إعدام صدام ولكن هنالك حقيقة لم تزل موجودة .. فصدام عاش قويا ومات قويا فاعلم يا صدام أنّ الأعين لم تزل تدمع والألسنة لم تزل تتحدث عن مقتل هذا الزعيم والناس أيضا لم تزل ما بين مؤيد ومعارض .. ما بين جانب يؤيد ذاك القرار وما بين جانب حزين لما آل إليه مصير ذلك الرجل .. ليس حزنا عليه لذاته ولكن حزنا عليه كقائد .. ودعوني أعيد التساؤل مرة أخرى من التالي بعد صدام !! وماذا سيحل بالعراق بعد صدام!!

ليست هناك تعليقات: